فصل: قال أبو جعفر النحاس:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال أبو جعفر النحاس:

سورة النمل: وهي مكية.
من ذلك قوله جل وعز: {طس تلك آيات القرآن وكتاب مبين} آية 1 تلك أي هذه آيات القرآن الذي كنتم توعدون به {وكتاب مبين} أي وآيات كتاب مبين.
2- وقوله جل وعز: {إن الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم أعمالهم} آية 4 قال أبو إسحق أي جعلنا جزاءهم على الكفر هذا وقيل أي زينا لهم الطاعة والإيمان لأنهما من أعمال الخلق.
3- ثم قال جل وعز: {فهم يعمهون} آية 4 روى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال فهم يترددون في الضلالة.
4- ثم قال جل وعز: {وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم} آية 6 أي يلقى عليك فتتلقاه.
5- وقوله جل وعز: {إذ قال موسى لأهله إني آنست نارا} آية 7 قال أبو عبيدة أي أبصرت قال أبو جعفر ومنه قيل إنس لأنهم مرئيون.
6- ثم قال جل وعز: {سأتيكم منها بخبر أو آتيكم بشهاب قبس} آية 7 قال أبو عبيدة الشهاب النار قال أبو إسحق يقال لكل ذي نور شهاب قال أحمد بن يحيى أصل الشهاب عود في أحد طرفيه جمرة والآخر لا نار فيه والجذوة كذلك إلا أنها أغلظ من الشهاب وسميت جذوة لأنها أصل الشجرة كما هي قال أبو جعفر يقال قبست النار أقبسها قال قبسا والاسم القبس.
7- ثم قال جل وعز: {لعلكم تصطلون} آية 7 روى عكرمة عن ابن عباس قال كانوا شاتين وكانوا قد أخطأوا الطريق.
8- ثم قال جل وعز: {فلما جاءها نودي أن بورك من في النار ومن حولها} آية 8
أي فلما جاءها موسى نودي أن بورك من في النار ومن حولها روى عطاء بن السائب عن سعبد بن جبير عن ابن عباس قال النار نور الله جل وعز نادى موسى صلى الله عليه وسلم وهو في النور ومن حولها الملائكة وروى موسى بن عبيدة عن محمد بن كعب النار نور الله جل وعز ومن حولها موسى والملائكة صلى الله عليه وسلم وقيل من في النار الملائكة الموكلون بها ومن حولها الملائكة أيضا والمعنى يقولون سبحان الله رب العالمين وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد ولم يعقب ولم يرجع.
9- وقوله جل وعز: {إني لا يخاف لدي المرسلون إلا من ظلم} آية 10 في معناه أقوال أ- منها أن في الكلام حذفا والمعنى إني لا يخاف لدي المرسلون إنما يخاف غيرهم ممن ظلم إلا من ظلم ثم تاب فإنه لا يخاف بـوقيل المعنى لا يخاف لدي المرسلون لكن من ظلم من المرسلين وغيرهم ثم تاب فليس يخاف ج- وقيل إلا بمعنى الواو وذا ليس بجيد في العربية.
10- وقوله جل وعز: {وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء} آية 12 المعنى وأخرجها تخرج بيضاء وروى مقسم عن ابن عباس من غير سوء من غير برص.
11- ثم قال جل وعز: {في تسع آيات} آية 12 المعنى من تسع آيات وفي بمعنى من لقربها منها كما تقول خذ لي عشرا من الإبل فيها فحلان أي منها وقال الأصمعي في قول امرئ القيس وهل ينعمن من كان آخر عهده ثلاثين شهرا في ثلاثة أحوال في بمعنى من ويجوز أن تكون بمعنى مع والمعنى وألق عصاك وأدخل يدك في جيبك آيتان من تسع آيات والتسع الآيات فيما روي كون العصا حية وكون يده بيضاء من غير سوء والجدب الذي أصابهم في بواديهم ونقص الثمرات والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم.
12- ثم قال جل وعز: {إلى فرعون وقومه} آية 12 تخرج بيضاء إلى فرعون وقومه وقيل المعنى إلى فرعون وقومه مبعوث ومرسل وهذا قول الفراء.
13- وقوله جل وعز: {فلما جاءتهم آياتنا مبصرة} آية 13 أي واضحة ومبصرة أي مبينة.
14- وقوله جل وعز: {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا} آية 14 أي تكبرا أن ؤمنوا عن بموسى صلى الله عليه وسلم وقد جاءهم بالبراهين والآيات.
15- وقوله جل وعز: {وورث سليمان داود} آية 16 سبيل الولد أن يرث أباه فالفائدة في هذا أنه من وراثة العلم والقيام بأمر الناس ومن هذا العلماء ورثة الأنبياء.
ويروى أنه كان لداود عليه السلام تسعة عشر ولدا فورثه سليمان في النبوة والملك دونهم وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير.
16- ثم قال جل وعز: {وأوتينا من كل شئ} آية 16 أي من كل شئ يؤتاه الأنبياء والناس وهذا على التكثير كما يقال ما بقيت أحدا حتى كلمته في أمرك.
17- وقوله جل وعز: {فهم يوزعون} آية 17 روى معمر عن قتادة قال يرد أولهم على آخرهم قال أبو جعفر أصل وزعته كففته ومنه لابد للناس من وزعة ومنه لما يزع السلطان أكثر مما يزع القرآن.
روى عطاء الخراساني عن ابن عباس فهم يوزعون قال على كل صنف منهم وزعة يرد أولاها على أخراها لئلا يتقدموا في المسير كما يصنع الملوك فهذا قول بين ومنه وزع فلان فلانا عن الظلم إذا كفه عنه كما قال النابغة على حين عاتبت المشيب على الصبا وقلت ألما يصح والشيب وازع.
18- ثم قال جل وعز: {حتى إذا أتوا على واد النمل} آية 18 يروى أنه واد كان بالشام نمله على قدر الذباب وقرأ سليمان التيمي {يا أيها النمل ادخلوا مساكنكن لا يحطمنكن من سليمان بجنوده}.
19- وقوله جل وعز: {فتبسم ضاحكا من قولها} آية 19 ويقرأ فتبسم ضحكا من قولها ويقال كذلك ضحك الأنبياء.
20- وقوله جل وعز: {وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك} آية 19 قال أهل التفسير أوزعني أألهمني وهو مأخوذ من الأول أي كفني عن الأشياء إلا عن شكر نعمتك أي كفني عما يباعد منك.
21- وقوله جل وعز: {وتفقد الطير فقال مالي لا أرى الهدهد} آية 20 قال أبو مجلز قال ابن عباس لعبدالله بن سلام أريد أن أسألك عن ثلاث مسائل قال أتسألني وأنت تقرأ القرآن قال نعم ثلاث مرات قال لم تفقد سليمان الهدهد دون سائر الطير؟ قال احتاج إلى الماء ولم يعرف عمقه أو قال مسافته وكان الهدهد يعرف ذلك دون الطير فتفقده وفي غير هذا عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له كيف هذا والصبي يصيده فقال له ابن عباس إذا وقع القضاء عمي البصر وقال عطاء حدثنا مجاهد عن ابن عباس قال كان سليمان يجلس وتجعل السرر بين يديه ويأمر الإنس فيجلسون عليها ثم يأمر الجن فيجلسون من ورائهم ثم يأمر الشياطين فيجلسون من ورائهم ثم يظلهم الطير وتقلهم في الريح مسيرة شهر ورواحها شهر فتفقد الهدهد من الطير فقال لأعذبنه عذابا شديدا آية 21 وكان تعذيبه إياه نتفه وإلقاءه إياه في الأرض لا يمتنع من نملة ولا هامة قال عبد الله بن شداد كان تعذيبه اياه أن ينتفه ويلقيه في الشمس ثم قال جل وعز: {أو ليأتيني بسلطان مبين} آية 21 أي بحجة بينة.
22- وقوله جل وعز: {فمكث غير بعيد} آية 22 أي غير وقت بعيد والتقدير فمكث سليمان غير طويل من حين سأل عن الهدهد حتى جاء الهدهد فقال أي فقال الهدهد حين سأله سليمان عن تخلفه أحطت بما لم تحط به في الكلام حذف والمعنى ثم جاء فسأله سليمان عن غيبته {فقال أحطت بما لم تحط به} ومعنى أحطت بالشئ علمته من جميع جهاته.
23- وقوله جل وعز: {وجئتك من سبأ بنبأ يقين} آية 22 قيل سبأ اسم رجل وقيل هي مدينة قرب اليمن.
24- وقوله جل وعز: {إني وجدت امرأة تملكهم} آية 23 قال قتادة هي امرأة يقال لها بلقيس ابنة شراحيل وكان أحد أبويها من الجن ومؤخر قدمها كحافر الحمار.
25- ثم قال جل وعز: {وأوتيت من كل شئ ولها عرش عظيم} آية 23 أي من كل شئ يؤتاه مثلها ولها عرش عظيم أي سرير كبير عظيم الخطر.
26- وقوله جل وعز: {ألا يسجدوا لله} آية 25 هي أن دخلت عليها لا والمعنى لئلا يسجدوا لله ويجوز أن يكون أن بدلا من أعمالهم وقرأ ابن عباس وعبد الرحمن السلمي والحسن وأبو جعفر وحميد الأعرج ألا يا اسجدوا لله والمعنى على هذه القراءة ألا يا هؤلاء اسجدوا لله كما قال الشاعر:
يا لعنة الله والأقوام كلهم ** والصالحين على سمعان من جار

فالمعنى يا هؤلاء لعنة الله.
وعلى هذه القراءة هي سجدة وعلى القراءة الأولى ليست بسجدة لأن المعنى وزين لهم الشيطان أن لا يسجدوا لله والكلام على القراءة الأولى متسق وعلى القراءة الثانية قد اعترض في الكلام شئ ليس منه.
27- ثم قال جل وعز: {الذي يخرج الخبء في السموات والأرض} آية 25 روى ابن نجيح عن مجاهد قال الخبء ما غاب وروى معمر عن قتادة قال الخبء السر وقيل الخبء في السموات المطر وفي الأرض النبات والأول أولى أي ما غاب في السموات والأرض ويدل عليه قوله: {ويعلم ما يخفون وما يعلنون} وفي قراءة عبد الله {يخرج الخبء من السموات والأرض}.
28- وقوله جل وعز: {إذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون} آية 28 قيل المعنى فألقه إليهم فانظر ماذا يرجعون ثم تول عنهم وقيل إنما أدبه بأدب الملوك أي فألقه إليهم ولا تقف منتظرا ولكن تول ثم ارجع.
29- وقوله جل وعز: {قالت يا أيها الملأ} آية 29 في الكلام حذف والمعنى فذهب فألقاه إليهم فسمعها تقول يا أيها الملأ إني ألقي إلي كتاب كريم قيل قالت كريم لكرم صاحبه وشرفه وقيل لأنه كان مختوما، وقيل قالت كريم من أجل ما فيه.
وكان فيه بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله سليمان إلى بلقيس ألا تعلوا علي وائتوني مسلمين وكانت كتب الأنبياء مختصرة واحتذى الناس عليه من عبد الله قال عاصم عن الشعبي قال كتب النبي صلى الله عليه وسلم أربعة كتب كان يكتب باسمك اللهم فلما نزلت بسم الله مجريها ومرساها كتب بسم الله فلما نزلت قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن كتب بسم الله الرحمن فلما نزلت إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم كتب بسم الله الرحمن الرحيم قال عاصم قلت للشعبي أنا رأيت كتاب النبي صلى الله عليه وسلم فيه بسم الله الرحمن الرحيم فقال ذاك الكتاب الثالث.
30- وقوله جل وعز: {ألا تعلوا علي وائتوني مسلمين} آية 31 أي أن لا تتكبروا ويجوز أن يكون المعنى بأن لا تعلوا علي أي كتب بترك العلو ويجوز على مذهب الخليل وسيبويه أن تكون أن بمعنى أي مفسرة كما قال وانطلق الملأ منهم أن امشوا ويجوز أن يكون المعنى إني ألقي إلي أن لا تعلوا علي.
31- وقوله جل وعز: {قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها} آية 34 أي إذا دخلوها عنوة، ويقال لكل مدينة يجتمع الناس فيها قرية من قريت الشئ أي جمعته.
32- وقوله جل وعز: {وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون} آية 34 يجوز أن يكون وكذلك يفعلون من قول الله جل وعز ويجوز أن يكون من قولها.
33- وقوله جل وعز: {وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون} آية 35 روى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال وجهت بغلمان عليهم لبس الجواري وبجوار عليهن لبس الغلمان وروى يعلى بن مسلم عن سعيد بن جبير قال أرسلت بمائتي وصيف ووصيفة وقالت إن كان نبيا فسيلعم بن الذكور من الإناث فأمرهم فتوضؤوا فمن توضأ منهم فبدأ بمرفقه قبل كفه قال هو من الإناث ومن بدأ بكفه قبل مرفقه قال هو من الذكور قال أبو جعفر وقيل وجهت إليه بلبنة من ذهب في خرقة حرير فأمر سليمان صلى الله عليه وسلم بلبن من ذهب فألقي تحت الدواب حتى وطأته.